کد مطلب:71288 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:300

الحمد والثناء











بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمانِ الرَّحیمِ

الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذی عَلا فی تَوَحُّدِهِ وَدَنا فی تَفَرُّدِهِ وَجَلَّ فی سُلْطانِهِ وَعَظُمَ فی اَرْكانِهِ، وَأَحاطَ بِكُلِّ شَیْی ءٍ عِلْماً وَهُوَ فی مَكانِهِ وَقَهَرَ جَمیعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَبُرْهانِهِ، حَمیداً لَمْ یَزَلْ، مَحْمُوداً لا یَزالُ وَمَجیداً لا یَزُولُ، وَمُبْدِئاً وَمُعیداً وَكُلُّ اَمْرٍ إلَیْهِ یَعُودُ.

بارِئُ الْمَسْمُوكاتِ وَداحِی الْمَدْحُوَّاتِ وَجَبَّارُ الْأَرَضینَ وَ السَّماواتِ، قُدُّوسٌ سُبُّوحٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، مُتَفَضِّلٌ عَلی جَمیعِ مَنْ بَرَأَهُ، مُتَطَوِّلٌ عَلی جَمیعِ مَنْ اَنْشَأَهُ یَلْحَظُ كُلَّ عَیْنٍ وَالْعُیُونُ لا تَراهُ.

كَریمٌ حَلیمٌ ذُو أَناةٍ، قَدْ وَسِعَ كُلَّ شَیْی ءٍ رَحْمَتُهُ وَمَنَّ عَلَیْهِمْ بِنِعْمَتِهِ. لا یَعْجَلُ بِانْتِقامِهِ، وَلا یُبادِرُ إلَیْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا مِنْ عَذابِهِ.

[صفحه 34]

قَدْ فَهِمَ السَّرائِرَ وَعَلِمَ الضَّمائِرَ، وَلَمْ تَخْفَ عَلَیْهِ الْمَكْنُوناتِ وَلاَ اشْتَبَهَتْ عَلَیْهِ الْخَفِیَّاتُ. لَهُ الْإِحاطَةُ بِكُلِّ شَیئٍ وَالْغَلَبَةُ عَلی كُلِّ شَیْی ءٍ وَالْقُوَّةُ فی كُلِّ شَیْی ءٍ وَالْقُدْرَةُ عَلی كُلِّ شَیْی ءٍ، وَلَیْسَ مِثْلُهُ شَیْی ءٌ. وَهُوَ مُنْشِی ءُ الشَّیْی ءِ حینَ لا شَیْی ءَ دائِمٌ حَیٌّ وَقائِمٌ بِالْقِسْطِ، لا إِلهَ إلاَّ هُوَ الْعَزیزُ الْحَكیمُ.

جَلَّ عَنْ اَنْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطیفُ الْخَبیرُ. لا یَلْحَقُ اَحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعایَنَةٍ، وَلا یَجِدُ اَحَدٌ كَیْفَ هُوَ مِنْ سِرٍّ وَعَلانِیَةٍ اِلاَّ بِما دَلَّ عَزَّ وَجَلَّ عَلی نَفْسِهِ.

وَاَشْهَدُ اَنَّهُ اللَّهُ الَّذی مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ، وَالَّذی یَغْشَی الْأَبَدَ نُورُهُ، وَالَّذی یُنْفِذُ اَمْرَهُ بِلا مُشاوَرَةِ مُشیرٍ وَلا مَعَهُ شَریكٌ فی تَقْدیرِهِ وَلا یُعاوَنُ فی تَدْبیرِهِ.

صَوَّرَ مَا ابْتَدَعَ عَلی غَیْرِ مِثالٍ، وَخَلَقَ ما خَلَقَ بِلا مَعُونَةٍ مِنْ اَحَدٍ وَلا تَكَلُّفٍ وَلاَ احْتِیالٍ. اَنْشَأَها فَكانَتْ وَبَرَأَها فَبانَتْ. فَهُوَ اللَّهُ الَّذی لا اِلهَ اِلاَّ هُوَ الْمُتْقِنُ الصَّنْعَةُ، الْحَسَنُ الصَّنیعَةُ، الْعَدْلُ الَّذی لا یَجُورُ، وَالْأَكْرَمُ الَّذی تَرْجِعُ اِلَیْهِ الْاُمُورُ.

وَاَشْهَدُ اَنَّهُ اللَّهُ الَّذی تَواضَعَ كُلُّ شَیْی ءٍ لِعَظَمَتِهِ، وَذَلَّ كُلُّ شَیْی ءٍ لِعِزَّتِهِ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَیْی ءٍ لِقُدْرَتِهِ، وَخَضَعَ كُلُّ شَیْی ءٍ لِهَیْبَتِهِ. مَلِكُ الْأَمْلاكِ وَمُفَلِّكُ الْأَفْلاكِ وَمُسَخِّرُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، كُلٌّ یَجْری لِأَجَلٍ مُسَمّی. یُكَوِّرُ اللَّیْلَ عَلَی النَّهارِ وَیُكَوِّرُ النَّهارَ عَلی اللَّیْلِ یَطْلُبُهُ حَثیثاً. قاصِمُ كُلِّ جَبَّارٍ عَنیدٍ وَمُهْلِكُ كُلِّ شَیْطانٍ مَریدٍ.

لَمْ یَكُنْ لَهُ ضِدٌّ وَلا مَعَهُ نِدٌّ اَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَكُنْ لَهُ كُفْواً اَحَدٌ. اِلهٌ واحِدٌ وَرَبُّ ماجِدٌ یَشاءُ فَیَمْضی، وَیُریدُ فَیَقْضی، وَیَعْلَمُ فَیُحْصی، وَیُمیتُ وَیُحْیی، وَیُفْقِرُ وَیُغْنی، وَیُضْحِكُ وَیُبْكی، وَیُدْنی وَیُقْصی وَیَمْنَعُ وَیُعْطی، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَهُوَ عَلی كُلِّ شَیْی ءٍ قَدیرٍ.

[صفحه 35]

یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَیُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ، لا اِلهَ اِلاَّ هُوَ الْعَزیزُ الْغَفّارُ. مُسْتَجیبُ الدُّعاءِ وَمُجْزِلُ الْعَطاءِ، مُحْصِی الْأَنْفاسِ وَرَبُّ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ، الَّذی لا یُشْكِلُ عَلَیْهِ شَیْی ءٌ، وَلا یَضْجُرُهُ صُراخُ الْمُسْتَصْرِخینَ وَلا یُبْرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّینَ. الْعاصِمُ لِلصَّالِحینَ، وَالْمُوَفِّقُ لِلْمُفْلِحینَ، وَمَوْلَی الْمُؤْمِنینَ وَرَبُّ الْعالَمینَ. الَّذی اسْتَحَقَّ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ اَنْ یَشْكُرَهُ وَیَحْمَدَهُ عَلی كُلِّ حالٍ.

اَحْمَدُهُ كَثیراً وَاَشْكُرُهُ دائِماً عَلَی السَّراءِ وَالضَّراءِ وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، وَاُومِنُ بِهِ وَبِمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. اَسْمَعُ لِأَمْرِهِ وَاُطیعُ وَاُبادِرُ اِلی كُلِّ ما یَرْضاهُ وَاَسْتَسْلِمُ لِما قَضاهُ، رَغْبَةً فی طاعَتِهِ وَخَوْفاً مِنْ عُقُوبَتِهِ، لِأَنَّهُ اللَّهُ الَّذی لا یُؤْمَنُ مَكْرُهُ وَلا یُخافُ جَوْرُهُ.



صفحه 34، 35.